محمد بن هزاع بن محمد الهزاع الملعبي المطيري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتب الأخ عبدالعزيز بن راشد بن سليمان العلي الرومي في جريدة الجزيره لهذا اليوم الأحد الموافق 28/12/1428هـ العدد رقم 12883 صفحة الرأي
موضوع عن البطل محمد بن هزاع بن محمد الهزاع الملعبي المطيري،
ولكون الموضوع تاريخي وهو يتحدث عن أحد أبناء قبيلة مطير نقلته لكم أترككم مع الموضوع



منذ تفتح ذهني وسمعي وبصري على الحياة وأنا غلام صغير يأخذني والدي - رحمه الله رحمة واسعة - إلى المكتبة العامة بمحافظة الزلفي والذي كان أمينا لها منذ عام 1395هـ، وحتى تقاعده 1411هـ، وقد ترعرعت في المكتبة وعاصرت تنقلاتها الأولى والثانية وأخيرا في موقعها الحكومي الآن منذ تعيين الوالد أمينا لها وحتى تقاعده ودخولي السنة الأولى من الكلية، وكنت منذ ذلك الحين مكبا على الكتب فيها (وإن كنت أعترف بأنه بداية الأمر ليست رغبة وإنما بحكم أن والدي - رحمه الله - يجبرني على الذهاب إليها حفظا من ضياع الوقت ولأمور أخرى كثيرة لا تخفى) عموما كنت مكبا كما ذكرت على الكتب وخصوصا التاريخية منها بدءا من عصور الأنبياء، فالجاهلية، فالإسلام، فالدول الإسلامية، ثم دويلاتها، ثم دولة آل سعود المباركة بحقبها الثلاث.

وكانت المكتبة العامة بالمحافظة عامرة بأصناف شتى من علوم التاريخ قديمه وحديثه، وبها موظفون أشياخ يفوقون على الخمسة اثنان منهم لهما - رحمهما الله - باع طويل في التاريخ خصوصا ما استجد منه (من الدولة السعودية الأولى وحتى عصرنا المتأخر) وكنت مع هذه المطالعة الدائمة للتاريخ في المكتبة كثيرا ما أشنف الآذان مصغيا لهما عند تحدثهما كثيرا عن تاريخ الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وفتوحاته ومعاركه الحاسمة وخاصة ما كان قريبا من محافظتنا مثل معركة السبلة (وقد شارك كثير من رجالات الزلفي فيها) معركة جراب - معركة روضة مهنا، وكان حديثهم ممتعا وكنت أزعجهما بالأسئلة الكثيرة التي كانت لا تنتهي صباحا ومساء (بحكم أن الدوام في المكتبة صباحي ومسائي) وحتى عند ذهابنا إلى الصلاة في الطريق في الذهاب وفي العودة أسئلة كثيرة لا تنتهي، كيف كان؟ ولماذا؟ ومن ضرب من؟ ومن قتل من؟ وبقيادة من المعركة؟ ومن كان على الميمنة؟ ومن كان على الميسرة؟ ومن الذي حمل الراية؟ ومن هم الذين شاركوا من الزلفي أو من أقاربنا؟... وهكذا.

ومن الأحداث الجديرة بالذكر والاهتمام، النواة الأولى لمسيرة موحد الجزيرة وباني نهضتها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه ووالديه - وهي ملحمة فتح الرياض، والهمة العالية له ولرجالاته من إخوانه وأبناء عمه والمخلصين له من أبناء شعبه الذي كان عددهم ستين في أصح الروايات.

وقد دعاني للكتابة هذه، هو أحد أبطال تلك الملحمة وهو البطل محمد بن هزاع بن محمد الهزاع الملعبي المطيري، فجميع الكتب التاريخية المتأخرة والرواة دون استثناء وعلى رأسهم دارة الملك عبدالعزيز، وما يصدر عنها - والله من وراء قصدهم - ذكرت أن محمد بن هزاع الهزاع، من أهل الدرعية!

وكنت من ذلك الوقت والذي أطنبت في ذكره في المقدمة، أسأل والدي وأعمامي ورجال الزلفي وأهلها ورواتها بالإضافة إلى عمتي وأبنائها - والذي سيأتي ذكرهم في ثنايا كتابي هذا - عن هذا الأمر، ولماذا يكتب أن البطل محمد بن هزاع الهزاع من أهل الدرعية، وهو في الأصل كابر عن كابر من بلدة الأثلة من قرى الزلفي 10 أكيال عن المحافظة، فأبوه من الزلفي وجده من الزلفي وعائلته في الزلفي وولد في الزلفي ونشأ في الزلفي وتوفي في الزلفي ودفن في الزلفي سنة 1362هـ، وأمه نورة بنت جار الله العامر من الدواسر من الزلفي، وقد تزوج - رحمه الله - زوجتين الأولى نورة بنت سعدون العريف من الميامنة من مطير، وقد أنجبت له من الأبناء عبدالله، الذي عمل وتوفي في الأحساء، والثاني سلطان الذي مكث محافظا للرقعي قرابة 40 سنة، وكلاهما توفي - رحمهما الله - وقد خلف ابنه سلطان عدد من الأبناء أحدهم عبدالله، خلفه في إمارة الرقعي وما زال، أما زوجته الثانية فهي العمة شريفة السليمان العلي الرومي من المصاليخ من عنزة، وهي أخت والدي - رحمهما الله - وقد أنجبت له هزاع، ويقيم ويعمل في الزلفي.

فيا أيها المنصفون أولا في دارة الملك عبدالعزيز وثانيا المؤرخون والرواة السابقون والمعاصرين، كيف يكون بطلنا من أهل الدرعية؟! بعد ما سمعتم منا ومن أهلنا وجماعتنا؟! وقد نمى إلى علمي من والدي - رحمه الله - وبعض أعمامي وابن العمة هزاع ابن بطلنا محمد بن هزاع الهزاع، أنه كثيرا ما تكلمنا مع المسؤولين في كل مكان يُعنى بهذا الأمر لسنوات طويلة، وسبق أن كتبنا لهم!

ولعلمي الأكيد أن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وهو من هو من حيث الاهتمام بالأنساب ويعرف أهلها وعوائلها، حريص على تتبع تاريخ بلدنا ونجد بالذات، فطلبنا منه - سلمه الله - الإيعاز لمن يلزم بتقصي هذا الأمر لتعديل هذا الخطأ، كما أتمنى أن نسمع تعقيبا من المعنيين في دارة الملك عبدالعزيز على هذا الموضوع بحكم أنها جهة يعتد برأي الباحثين والمختصين فيها.. والله من وراء القصد